الاثنين، 20 يونيو 2011

يوم التدوين ضد التحرش الجنسي..



مش جاي، صدقيني مش هييجي!
يا قطة
ايه الـ ***** الحلوة دي
تبيعي الموبايل يا آنسة؟ بس تعالي يا آنسة، تبيعي الموبايل؟
يا أبويا على الـ *****
يا عسل
ما تيجي
ماجبتش أخوك معاك ليه يا سييييد؟!
تحيا مصر..

* لم أرد الكتابة عن الأسباب، أو التحليلات، أو الحلول.

* ولم أرد المطالبة بأي شيء لأن المطالبة من مكاني هنا لن تؤدي إلى أي شيء

* ولم أرد الحكي عمن كان يعض على شفتيه في بطئ، وينظر لي طويلاً في "الأتوبيس" نظرات تشعرني أن لا شيء في الدنيا يمكن أن يسترني لحظتها، رغم أنه لم يكن يظهر مني شيء.. أو من همس في أذني بتعبير لم أسمعه من قبل، أو من كاد أن يصطدم بي "بالغلط"، فكل ذلك لا يهم أحد، ولن يضيف إلى سلسلة حكايات التحرش، ولن يغير أي شيء. 

*ولم أرد الحكي عن أمنياتي بركوب الدراجة في شوراع القاهرة، كما قالت إحدى الفتيات، أو أمنيتي بقول "صباح الخير" دون أن أعطي إيحاء غير مستحب لأحدهم، أو أمنيتي بالمشي في الشارع دون قلق.. حتى وإن كنت أتمنى ذلك كله.

* أو الحكي عن أني لم أعد أعرف ماذا أرتدي وماذا أشتري من ملابس.  

* أو الحكي عن شعوري بأني مستباحة من عيون الجميع.

* أو عن شعوري أني أصبح فجأة مجرد كومة لحم.. وأن كل ما رباني عليه أبي يصير رماداً محترقاً بلا قيمة في كلمة واحدة، في نظرة واحدة عندما يهين أحدهم ابنته.

* لم أرد الحكي عن النص الطويل الذي كتبته بالإنجليزية منذ بضعه أيام وتركته في مكتبي لم أفتحه مرة أخرى. كان عنوانه "أحياناً أكره كوني أنثى" .. أكره شعري، أكره لون بشرتي، أكره شفتاي، أكره إنحناءات جسدي.. أكره كل شيء.

* أو الحكي عن الشعور الذي ينتابني بالرغبة في الإختفاء تماماً خلف ذلك النقاب الأسود، الإختفاء حتى الغرق في الأسود فأستطيع متابعة الجميع من خلف ذلك الغشاء الداكن كما تابعوني هم دائماً، لكني اليوم أنتقم، أتابع ولا يمكن لأحد أن يجد في ما يتفصحه.

* لم أرد أن أحكي عن كل هذا لأني كنت أشعر بشيء من التكرار.. و"البواخة".. والأنانية.. ويبدو أني في النهاية حكيته كله.. لكني في البداية أردت كتابة الآتي:  

  - إرتفاع معدلات التحرش والإغتصاب بجنون هو إهانة ضمن سلسلة إهانات في مجتمع يعاني بأكمله من الذل والهزيمة والجهل، في زمن يقهر الرجل.. ربما قبل أن يقهر المرأة

- لست ضد التدوين عن الأمر.. لست ضد التصدي لظاهرة التحرش.. لست ضد ما تدعو إليه كل الفتيات.. لكن المشكلة لا تنحصر فقط في الكلمة التي يقولها الرجل للمرأة، أو في لمسه لها.. أشعر دائماً أنها أكبر من ذلك، أنها إنعكاس لحال مجموعة من البشر.

(كما أننا نهمل الطبقة التي تعاني فعلاً وبشكل حقيقي من هذه المشكلة.. وهي الطبقة المظلومة دائماً.)


- وأثناء متابعتي اليوم للمناقشات على (تويتر) رأيت من قال أن الحجاب والتزمت هو السبب، ومن قال أن الفتيات "بما يفعلنه" هن السبب، ومن قال أن الابتعاد عن الدين هو السبب، ومن أوكل الأمر للفقر، ولتأخر سن الزواج، وللجهل، وللإعلام، وصمت المتحرش بهن، والتهاون في تطبيق القانون.. يتعاركون أكثر مما يتناقشون، يسبون بعضهم أحياناً، و"يتمنظرون" على بعضهم أحياناً، و"يفتوا" أحياناً كثيرة.. سكت، وسيبتهم، وجيت كتبت الكلمتين دول.

لمن يهمه:

هناك تعليقان (2):

همسة شتا يقول...

شكرًا على انك كتبتى عن الموضوع ده عشان قربت اتجنن من كتر ما بفكر فيه!

انا كمان بصراحة مش عارفة ايه السبب بالضبظ بس برفض و بشدة كمان الرأى اللى بيقول ان البنت هى السبب!اصل لبسها مش محترم! فعلا؟ والله بجد؟؟
يعنى العيب مش فى الحيوانات اللى بقت فى الشارع دلوقتى؟! العيب بقى فى البنت؟؟ طب حد يشرحلى ليه المنقبات و البنات اللى لبسة عبايات بتتعاكس و بيغتصبوا؟؟! ولا العبايات دى مش محترمة؟؟
نعم يعنى؟!!!
نفسى افهم الناس اللى بتتكلم دى و بتقول الكلام ده بتفكر ازاى؟!

غير معرف يقول...

ماما قالت لي: قلة تربية، هو ده السبب!