الأحد، 19 يونيو 2011

أرجوك استخدم مخك. شكراً!


(التدوينة الثانية من حملة التدوين اليومي) 

"أرجوك استخدم مخك. شكراً!" 
هذا هو عنوان صفحة جديدة على(الفيس بوك) ووجدته ملخصاً للكثير من الأحاديث والآراء، تماما كشعار قناة التحرير "الشعب يريد تحرير العقول!" وإن كنت أرى أن شعاراً كهذا يُحمل القناة مسئولية مهولة لتحقيقه، فهي لا يجب عليها فقط الإلتزام بالدقة والأمانة والعدل والحقيقة بعناية فائقة، ولا أن تختار مجموعة من أمهر المحررين، والمذيعين، والمراسلين فحسب، ولكنها أيضاً هي تخاطب شعباً عاش جزء كبير منه مُضللاً على مدى السنين والعقود، وعاش جزء آخر أكبر جاهلاً غير عارف بأي شيء بسبب سوء حال التعليم، وسوء حال مستوى المعيشة الذي يجعل الأكل والشراب والملبس الأولويات الأولى التي يدخل الإنسان في معركة يومية لتأمينهم وياليته في النهاية يستطيع أن يعيش حياة كريمة. ففي رأيي الإعلام الذي يريد تحرير العقول لن يصل إلا لطبقة معينة في المجتمع تتمع بدخل مادي معين، ولكنه لن يصل ببرامجه الوثائقية، ولقائاته مع العديد من الجهابذة في مختلف المجلات، وتحليلاته اللانهائية إلى الطبقة التي تعيش كل يوم بهدف تأمين اليوم التالي، أو التي تعيشها "مستورة والحمد لله" ولكنها تأتي في نهاية سلسلة أجيال تخرجت في المدارس الحكومية التي تجعل الطالب – كتر خير ربنا – يستطيع كتاية اسمه ويستطيع فك الخط.  
فعن "تحرير العقول" نحن ملزمون، وبلا أي مفر، بتحرير الناس من الذل والفقر أولاً، فعلينا أن نؤمن لهم مسكناً كريماً، ودخلاً معقولاً، وتعليماً ينير الفكر ويهذب الروح، ثم نأتي لنحرر العقول، وهي مهمة شاقة جداً.  
وعن "استخدم مخك. شكراً" فهذا لمن يعيش الحياة الكريمة، ويتلقى التعليم الجيد، لكن مصدر معلوماته الوحيد هو برامج "التوك شو" ومقالات الآراء في الجرائد (إن قرأها كاملة!)، والمشاركات المختلفة على (الفيس بوك) و(تويتر) و(يوتيوب)، لكنه غير مهتم بقراءة الكتب مثلاً في مختلف المجالات السياسية والتاريخية والثقافية وكل ما قد تتطرق إليه أحاديث الفترة الحالية، وبالتالي فهو لا يملك خلفية ثقافية من المعلومات والأفكار التي يستطيع أن يقارن ما يقال كل يوم بها، ويستطيع أن يحلله، ويفهم تفاصيله.. وبالتالي ليس أمامه خيار في العادة إلا تصديق من يظهر على شاشة التلفاز، لأنه "محترم" أو "شكله بيفهم" أو "بيتكلم كويس" أو "مثقف" وهذا ليس تقليلاً من دور الإعلاميين والصحفيين بل على العكس، ولكن لتكتمل المعادلة يجب أن يكون المتلقي على نسبة معينة من الوعي والثقافة، وإلا فلا فائدة في النهاية. 
فأرجوك استخدم مخك، أرجوك عندما تسمع مصطلح لا تعرف عنه شيء ابحث عنه في "جوجل" واقرأ أكثر من مصدر يتحدث عنه (خالد الخميسي تحدث عن هذا الأمر في مقال رائع في جريدة الشروق اليوم، من هنا)، عندما تستمع لمن يمدح محمد البرادعي، استمع لمن ينتقده، واقرأ أكثر من البرادعي واقرأ ما يكتب هو، واستخدم مخك، ولا تنقل كلام بلال فضل أو فهمي هويدي أو نهى الزيني أو محمد سليم العوا أو محمود سعد أو ريم ماجد دون أن تكون أنت شخصية قارئة تستطيع تحليل كلام كل هذه الشخصيات وتكوين رأيك في النهاية.*

يعني.. لا تجعل عقلك يستقبل وينقل فقط، بل ينقد ويتفاعل (كما يوضح الفيديو أعلاه :)

* مع كامل الإحترام لكل هذه الشخصيات. 

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

فكرة وموضوع جيد جدا وكان محتاج شوية تفاصيل أكتر عن الحلول يعنى كان ممكن تتكلمى عن ممكن الشباب ينزل مجموعات يكونوا صلة بين الناس اللى في العشوائيات مثلا ومناطق تانية مش بس يساعدوهم ماديا لكن كمان فكريا بالتوعية ويسمعوا اسئلتهم ويجابوا عليها ويقربوا منهم مش مجرد يتكلموا من فوق ياريم اى كان بقي اعلام او سياسة او اى بنتجان المهم يقرب من الناس ويفهمهم :)
مروة إبراهيم

شيماء الجمال يقول...

عجبني..بس بحب الكتابة الذانية أكتر
يعني مواقف وحاجات بتحصلك في الجامعة أوة كدة

غير معرف يقول...

مروة
أتفق معكِ

شيماء
مش دايماً بلاقي حاجة ذاتية أكتب عنها :) .. هسيبها زي ما تيجي..