الخميس، 20 مايو 2010

أمريكا هتتكلم عربي !



هي نموذج جميل و مشرف لكل طالبة جامعية. ندى ماهر، طالبة في السنة الرابعة بكلية العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، سافرت إلى أمريكا لمدة شهرين في عملية تبادل طلابي بين الجامعة الأمريكية في القاهرة و جامعة هارفرد بولاية ماساشوستس في أمريكا و عادت متحمسة جداً لفكرة جديدة و ايجابية اسمها "نادي الرباط العربي الأمريكي" أو Arab American Bond الذي يحاول لم شمل الثقافتين العربية و الأمريكية ليتعرف كل منهم أكثر على الآخر و يتقرب إليه.



تقول ندى "قبل سفري لأمريكا كنت ألاحظ في الجامعة عندنا أن المصريين و الأمريكان منفصلين و تقريباً مش بيتعاملوا مع بعض، ده ماكنش عاجبني.. زائد إني لما سافرت لقيت إن في أفكار عندي عن المجتمع الأمريكي غير صحيحة و كمان لقيت إن أفكارهم عنا مش دايماً في محلها." فقررت ندى أن تنشئ هذه المجموعة الطلابية لتقريب المسافات و فتح مجال للنقاش و التعامل المباشر بين الشعبين. تأسس النادي في بداية العام الدراسي 2009-2010 و أصبح مجموعة طلابية معترف بها بالجامعة تضم حوالي 60 عضواً من مصر و أمريكا يجتمعون كل أسبوع للنقاش حول موضوع معين يخص الأفكار السائدة عن المجتمع المصري أو العربي مثل التزمت، العاطفة الزائدة، أو حتى الرجعية.. كما يناقشون الأفكار المنتشرة عن المجتمع الغربي في أمريكا مثل تحرر العلاقات الاجتماعية وغياب الدين و الروحانيات. يتحاورون كذلك حول الصراع العربي الاسرائيلي ليستطيع كل منهم فهم وجهة نظر الآخر في القضية، و يتحدثون عن "مفهوم العيب" لدى كل مجتمع، ما الذي يُحرج منه الناس في أمريكا و يعد أمراً طبيعياً جداً عندنا؟ و العكس؟ يتناقش الشباب في هذه المواضيع، يصححوا الأفكار و يصلوا إلى نقطة تفاهم متبادل ليقلبوا ما يسميه الكبار في وسائل الإعلام بـ"صراع حضارات" إلى "تناغم تام بين الحضارات".



إلى جانب ذلك يجتمع الطلبة في جلسات اسبوعية يساعد المصريين فيها زملائهم الأمريكان لتقوية لغتهم العربية و أيضاً لاستيعاب اللهجة المصرية العامية. كما أن المجموعة تنظم رحلات إلى أماكن تعكس التراث و العادات في مصر، تقول ندى "مرة رحنا مطعم يقدم أكلات مصرية تقليدية، مرة تانية نظمنا رحلة للحسين و القاهرة الفاطمية، و أخيراً زرنا قرية عمروس بالمنوفية عشان نتعرف على الريف المصري الحقيقي و دي كانت تجربة مفيدة و غنية مش بس للأجانب و إنما لنا احنا كمان كمصريين لأننا محتاجين نعرف بلدنا كويس عشان نقدر نتكلم عنها." كما يشاهد الطلبة أفلام مصرية كلاسيكية كان آخرها فيلم "إشاعة حب" الشهير ليوسف وهبي و سعاد حسني و عمر الشريف.



هم مجموعة نشيطة جداً من الشباب المتحمس و المؤمن جداً بما يقوم به. يقول مينا عماد، أولى علوم كمبيوتر و أحد المشاركين "الفكرة عجباني جداً لأن معظم الأمريكان مش بيختلطوا بالمصريين في الجامعة، و أنا حابب أدخل مجال العلاقات العامة و مهم جداً في شغلنا التعامل الجيد مع ناس من فئات و ثقافات مختلفة". أما أنيت هانسن، طالبة أمريكية شاركت بالمجموعة سابقاً فتقول أنها كانت تجربة استمعت بها جداً ساعدتها على الاندماج في المجتمع المصري بالجامعة، و في رأيها فأجمل ما في هذا النشاط هو ليس تقريب المسافة بين الاختلافات فقط و إنما "الإحتفال بأوجه التاشبه بيننا أيضاً".



ريم جهاد
نشر بجريدة عين، 20 مايو 2010


الاثنين، 10 مايو 2010

دون عنوان


قالت آذار نفيسي في روايتها.. "إن (مانا) واحدة من الناس الذين يشعرون بحالة الإبتهاج الشديد و لكن ليس السعادة" .. و في ترجمتي " إن (مانا) من أولئك الذين يحسون بالنشوة المفرطة لكنهم لا يـعـيـشـون السعادة".. و بينما كنت جالسة خارج الباب غير الرئيسي لكلية العلوم و الهندسة أضع الرجل على الآخرى، أحارب الصداع المزمن، أنسى حلقتي الإذاعية المنفعلة، أتناسى بيتي الفارغ، و قصة العشق الرائعة.. الكاذبة.. التي أتت كما غنى حليم.. زي الدنيا ما تيجي في ثانية و تمشي في ثانية.. أمسك بقطعة خبز محشوة بالكثير من الأشياء - اشتريتها من الكافيتريا، و أجلس أكاد لا أشعر بكلام الطلبة من حولي.. ضجيج بعيد رغم قربه.. لا معنى له.. مثل – كما وصف مارك هادوك في روايته - ما يخرج من الراديو بين المحطة و الآخرى..


أو ربما مثل جلوس امرأة عجوز ملّت الدنيا.. ترمق ماضيها.. و تجعل كلٌ يمر عليها دون اكتراث: الناس و الأحداث و الأيام.. تجعل لمن يريد ترك النصيحة أن يتركها، و من يريد وضع الشال فوق أكتافها أن يضعه.. لمن يأوى للانتقاد و الضحك أن يفعل ذلك و لمن يريد إثارة إبتسامة أن يثيرها.. تتركهم جميعاً يحققون أدوارهم التي رسموها لأنفسهم و تتظاهر بالتماشي معها.. كما هو مرسوم لها أيضاً.. لكنها تشعر أنها عالمة بها جميعاً و أنها جميعاً تمر عليها كما تمر شجون الكروان على من بأذنيه صمم.. على من فك رموز كل الأصوات منذ زمن بعيد..

 
بينما كنت جالسة بجانب الباب غير الرئيسي لكلية العلوم و الهندسة هالتني عزلة فوق عزلتي و توقفت لحظة عند جملة آذار نفيسي أشعر فجأة أني أغرق في صفحات كتابها الناعس بين يدي و أن رأسي قد مال نحوه أكثر.. أعيد قراءة الجملة بهدوء.. إن مانا واحدة من الناس الذين يشعرون بحالة الإبتهاج الشديد و لكن ليس السعادة..

هذه هي..

قلت لنفسي.. و كأني أخيراً عثرت على شيء طال بحثي عنه.. زيي.. هي دي.. حالة الإبتهاج الشديد.. لكنها لا تعيش السعادة.. هذا ربما يفسر التضخم الروحي المفاجئ الهائل مع إديث بياف.. الذي يختفي سريعاً.. و ربما هذا يفسر الإنتشاء الليلي المؤقت بشدو أم كلثوم.. و بتخطي عقبة ما.. أو الوصول لحلم لطالما كان ساكناً في سماوات خيالاتي.. لكن هل أشعر به حقاً؟ .. هل يعطني ذاك الرضا المنشود و الطمأنينة الرائعة؟.. هذه السعادة؟..

و لكن هذا يعود بي للسؤال اللانهائي.. ما هي حقيقة السعادة؟ هل هي ذاك الرضا فعلاً؟ أم هل هي تلك اللحظات الجميلة المؤقتة التي تساعدنا على النهوض بعد نوبات الحزن و الإنهاك و تحثنا على الاستكمال؟

و إن كانت هكذا.. فما فائدة كل هذا العمر؟.. إن كنا نقضيه نقاسي دوما ما يأتي علينا من صعاب.. و كل ما يبقينا هي تلك الإبتسامة التي تراها الأم في عيون أطفالها.. أو دفء الحضن الذي أجده تحت ذراع أبي؟.. ما الفائدة إن كان كل ما يحثنا على المواصلة عبارة عن دقيقن.. دقيقتان تنتابنا فيها رعشة السعادة الغامرة حين نرتدي خاتماً سيمكث إلى نهاية العمر، أو حين نرى كلمة "إمتياز" بجانب اسمنا على حائط اكتظ بالأسماء..

أو ربما الأمر يشبه ما وصفه توفيق الحكيم في مسرحية شهرزاد.. تلك التعادلية التي حاول تبطينها في أحداث مسرحيته.. حين قال شهريار لشهرزاد في أسى "و ما قيمة عمري الباقي؟.. لقد استمتعت بكل شيء.. و زهدت في كل شيء.." حين نرى رجل حاله بائس فلم يفلح بنهمه وراء المتع و المادة.. و لم يفلح بتوقه الشديد للعلم و الفلسفة.. فمن عرف كل شيء زهد في كل شيء أيضاً.. فربما السعادة لدى الحكيم تكمن في الوسطية.. بين المتع الحسية و العلوم الفكرية.. بين بعض السعادة و بعض الحزن.. لأننا بشر و لسنا آلهة، و قد هلك كل من تعالى عن بشريته و حاول الوصول إلى المكانة الإلهية في شمولها و مثاليتها.. و لكن رغم ذلك ربما هذا يعني أن نشعر حقاً بتلك السعادة حين يأتي وقتها..؟


لكنها ليست هكذا.. هذه السعادة الجميلة الهادئة النقية.. لم تعد تسكن عوالمي.. ما يحدث يشبه ما وصفته آذار نفيسي.. ما يحدث هو نادر و يشبه تضخم هائل في الروح.. و كأني أكبر فجأة لأصبح امرأة صاخبة خرافية القدرات، فأزيد الألوان ألواناً و الأنغام أنغاماً و الكلمات معان و أرواحاً و الأنوار ضياءً و الإبتسامات أفراحاً و جنوناً و لمعاناً.. ثم يتلاشى كل شيء.. و يذوب و ينساب من بين روحي.. و يتقلص.. و يعود كل شيء كما كان.. مثل سندريلا التي ينتهي مفعول عالمها السحري عند منتصف الليل..

لكن في حكاية سندريلا فالخير و السحر يعودان إليها.. و يبقونها في حالة سعادة حقيقية.. أو على الأقل هكذا كنا نتلقى الحدوتة في طفولتنا..

أحياناً آخرى.. هي عندي كالحنين.. و كالشجن.. هذا الفرح الحزين.. .. إذن ربما هذا هو الأمر أحياناً ؟ كما قال دافيد ذات مرة في حصة الأدب الانجليزي العام الماضي.. نظر إليّ و ابتسم: إحساس البكاء الذي ينتابنا في نهاية الفيلم.. لعلي اسميه حالة من الحزن السعيد..

A joyous melancholy

و تعلقت نظراتنا لثانية قصيرة أشاركه فيها متعتي الكاملة بذلك التعبير.. ثم أخفض عيني و أكتبه على طرف الورقة.. و ينهي هو مشيته من أعلى إلى آخر الفصل أثناء شرحه ببداية الحصة و يميل على الباب أمامي ينظر للساعة و يتحدث و ينظر لي مرة و لزارا مرة و لمارك مرة آخرى.. لكن حتى حالة هذا الفرح الحزين أصبح الحزن غالب عليها.. أو ربما أصبح الخواء غالب عليها أكثر..

ما أزال أجلس على إحدى المقاعد الصخرية خارج كلية العلوم و الهندسة.. أفيق من الكتاب فجأة و أنظر يميني لأجده واقفاً يلتفت في نفس اللحظة ناحيتي.. أعود للكتاب و أدور في أفلاك من نور الشمس و ذكرى طفيفة و الصمت.. لكن كان الأمر بارداً هذه المرة.. معتاداً.. بقالي قد ايه ماشفتوش؟.. كتير..


أعود مستسلمة للكتاب أذكر ما قالته نفيسي في بداية كتابها.. حين حذرت تلاميذها قائلة "لا تقللوا أبداً من شأن عمل أدبي من خلال تحويله لنسخة كربونية من الواقع.. فاللذي نبحث عنه في الأدب ليس الحياة الواقعية و إنما الوعي المباغت بالحقيقة"

The epiphany of truth
..
أكتب الآن بينما أنا في مكتبة الجامعة.. كان من المفترض أن أعمل على بحثي عن القاهرة الفاطمية.. على تحليل كل هذه المصادر التي لا تنتهي.. و التي بدت في نوبة الصداع الرنانة مثل أضواء الكاميرا المتقطعة التي تفرقع سريعا أمام عيني.. كل هذه الأسماء تتالى حتى ذابت جميعاً مثل من يبرز لك صور ذكرياته الواحدة تلو الآخرى و يتكلم بسرعة فلا تعد تدرك أي شيء.. و أسمع عمر خيرت.. مقطوعة فاطمة.. و أكتب.. و أشعر بالعطش..

ولا أعرف تماماً لمَ أكتب.. و كيف سأنهي ما أكتبه هذا.. غير أن جملة آذار نفيسي استوقفتني بشدة.. و غير أني جوزائية تهرب من أعمالها في القراءة و الكتابة و سماع الموسيقى.. تهرب من حزنها بإنهاك نفسها و السهر فتطرد أي فرصة محتملة للتفكير..

 
البيت فارغ.. البيت فارغ.. سأعود لأجده فارغ و صامت.. من ماذا تهربين؟.. و إلى أين تذهبين؟ .. من الأفضل لك أن تسكبي دموعك الآن في المكتبة.. أثناء الكتابة.. فلن يلاحظك أحد و سينقضي الأمر سريعاً.. بدلاً من تعذيب نفسك وحدك في الليل.. بيتك فارغ يا حبيبتي.. و تنظرين للمستقبل و كأنك تعرفينه تماماً.. كذكرى لم تفارقكك أبداً.. تحاوطك الوحدة التي لطالما رهبتها.. ضعفك اللانهائي الذي تشعرين به ، و عجزك الأبدي بدونهم.. و تتكرر أمامك للمرة الـ .. بل قد فقدت القدرة على العد و الحساب.. مشاهد الموت كلها.. و مشاهد الفراق كلها.. و مشاهد ذنوبك كلها..


يجلس شاب أجنبي خلفي، يفتح كتاب الهندسة و يدرس و يكتب بحثه على الكمبيوتر.. أين بحثي أنا؟.. و كم بقى لي فيه؟.. و لمَ لم أكمل قراءة هذا المقال؟

مشاهد ذنوبك كلها.. تتالى واحدة تلو الآخرى.. أتذكرين الصراخ؟ و البكاء؟ هلّا استحضرتي هذه الكلمات؟ و بشاعة كل هذا الصمت؟ ..


لدى غادة السمان قصيدة بعنوان "و أحبك.. أكثر من ذنوبي" ..

تقول فيها..

حين مستني يدك
كيد نبي
تحولت اعماقي من سراديب
ودهاليز سرية الاوجاع
_ مسكونة بأشباح تشحذ أسنانها وأظافرها على جدران
الماضي البشع _
إلى نافذة ستائرها قوس _ قزح
مفتوحة للأفق والريح والمطر والمفاجأت
وأغاني جنيات الليل العاشقات !


ألا تذكرين تلك الأيام؟ حين غدى كل شيء فجأة حقيقي.. كل شيء فجأة موجود.. كل شيء فجأة يستحق الحياة.. حين أصبحت الأيام القادمة جميلة أتطلع إليها.. حين انمحت شجون الشتاء الماضي..

حين تذوقت لأول مرة كيف هي.. السعادة.. حين أصبح إيمانك و عملك و أنثوتك و أسرتك و أحلامك.. حين أصبحوا في عينيك جميعاً بحالة من الأمل و الدفء و الاطمئنان.. في حالة لم تعرفي لها تسمية.. حالة شبه مستقرة.. و رائعة..

ربما هذا هو ما قصدته آذار نفيسي بالسعادة؟.. و لا يهم إذاً إن قصرت أو طالت مدتها؟.. المهم أن أعيشها.. أن أعرفها؟ ..

لكنها غير موجودة الآن.. ولا تعرفي إليها سبيلاً.. و ربما لم تكن حقيقية من البداية؟ ربما عليك إنتظارها؟ فهي لم يكن بفعل شيء آخر.. ربما كان بفعلك أنتِ.. أنت من خلق كل هذه السعادة.. و استدعاها.. و فك طلاسمها لنفسه.. و لم يكن مسموح لك بهذا..

الخامس من ديسمبر.. ميدان طلعت حرب.. ليلة الخامس من ديسمـ - أين زجاجة المياه؟ أين المقال؟

و يعود هذا بك لسؤال آخر.. هل الأمر كما قرأت ذات مرة.. أنه ما من طريق للسعادة بل أن السعادة نفسها هي الطريق؟ .. هل نستحضرها و نعيش بها؟ .. كما فعلتِ حينها؟.. أم هل ننتظرها و نسعى إليها؟.. ربما كنت تسعين إليها إذن.. حينها.. لكنها اختفت الآن في.. و متى العودة إليها؟ هل تقررين أنت هذا؟ أم تنتظرينه؟ أم هل أنه لا ينطبق عليك إطلاقاً؟ ربما كان الأمر على سهوة من الزمن.. في لحظات سقطت كذلة اللسان في مكانها الخاطئ..



قلمي البرتقالي يبرز من الحقيبة.. و مذكرتي الخضراء المنقوشة.. و كتاب آذار نفيسي مفتوح بجانبي..


ذكرتك السيدة في الفيلم الذي شاهدته تلك الليلة.. ذكرتك بنفسك.. الفيلم .. "الناس ضد جين هاريس" .. ثمة شيء فيها.. في لحظات انكاسرها تلك.. يشبهك تماماً..

أنا جائعة



و هذا الفيلم أيضاً وعي مباغت و واضح و دقيق.. بالحقيقة.. مثل رواية اذار نفيسي..
و أنت أيضاً .. غالباً .. مثل (مانا).. تعرفين الاحساس بلحظات الابتهاج الشديد لكنك لا تعيشين السعادة..


هل أشتري بعض الفطائر قبل العودة إلى المنزل ؟

البيت فارغ

. . . .

أكتب الآن في المساء.. ببيتي الفارغ..


و يعزف عمر خيرت على البيانو..



كل الجروح لها دوا..
يا طير يا حايم في الهوا..


تمتلئ الدنيا من حولي.. تختفي آذار نفيسي و يعتكف الحكيم.. و تتوه جوزائيتي.. و أرجع بعيداً لتلك الطفلة الصغيرة، سمينة و ثقيلة بوجنتين متوردتين تنام على بطنها على الأرض أمام التلفاز.. تتابع المسلسل و تقوم فجأة من جلستها تغني هذه الأغنية و تصفق تترك قطعة الشوكولاتة على حجرها و تنظر لأمها و تدندن و تضحك.. فتذعن أمها و تدندن معها.. بيديها و بصوتها.. و تضحك على ابنتها المجنونة.. في حالة من حالات ابتهاجها الشديد بالموسيقى..




و أدندن الآن..


كل الجروح لها دوا
يا طير يا حايم في الهوا

و خلاص ! كفاية ! فلت زمام القلم !




(الوعي المباغت..
في الأدب.. القراءة.. و الكتابة
في الفنون.. الألوان.. و الموسيقى)


ريم
الأحد 9 مايو 2010