الاثنين، 6 يونيو 2011

محمد محسن وفرقته.. أغان تعبر عن الأرض والشعب

محسن والفرقة في وكالة الغوري. تصوير: محمد عز الدين

كتبت ريم جهاد

يغني بصوت دافئ، قريب من القلب، ينفذ إلى أعماق الروح فيعيدها لزمن توجناه بلقب "الزمن الجميل" ثم نسيناه ليغطيه التراب في أدراج ذكرياتنا، وأخذتنا الأيام الجديدة في سرعتها، وصخبها، وأغانيها التي يطربنا بعضها، ويتركنا البعض الآخر، أو الكثير الآخر، نتساءل عن معناها، ونحتار عند تقفي مواطن جمالها.
يتخذ المطرب الشاب محمد محسن وفرقته الموسيقية التي أنشئت منذ حوالي عامين، مساراً مصرياً شرقياً في تقديم أعمالهم الغنائية، وذلك بهدف العودة إلى التخت الشرقي، الذي يضم آلات مثل العود والقانون، والرق، والذي يعبر عن الواجهة الموسيقية لهذا البلد، كما يقول محسن، ويعبر كذلك عن أرضها وشعبها.
غنى محسن لثورة الخامس والعشرين من يناير، غنى لمصر الصبية الجميلة الحزينة، والصابرة، في أغنية من ميدان التحرير بعنوان (لو يطول الليل) قال فيها "كل أحبابها الليلة دي جابوا مهر ودبلتين.. والعروسة لمين تنادي إلا للشعب الحزين.." ويبوح لها بإخلاصه في أغنية أخرى "يا مصر يا بلدي يا ضلع من ضلوعي.. إن يوم شرخك زمانك، دمي يسقي طريق رجوعِك.." ويغني محسن لمحمد عبد الوهاب "كل ده كان ليه" ولسيد درويش "أهو ده اللي صار" وللشيخ إمام متسائلاً "البحر بيضحك ليه؟"
ويصف الفن اليوم، وتراجع طابعه المصري والعربي، قائلاً أن هناك تدني في الذوق في العام بسبب الأنظمة المتعاقبة التي لم تولي إهتماماً كافياً للتعليم على سبيل المثال، وأصبح الناس ينسون تراثهم الذي يعبر عنهم، وتاريخهم، مضيفاً "أصبحنا نستورد الأفكار من الخارج، ونقلد الغرب في أساليب التوزيع الموسيقي، وأيضاً عندما أدخلنا الجيتار الإلكتروني على موسيقانا." ويبدي محسن إهتمامه بكلمات الأغاني التي يقدمها قائلاً أنه يرى أن الكثير من كلمات الأغاني الحالية أصبحت مستهلكة وخاوية من المعنى، وتفتقد للشعر الجميل، كما يقول أن الفرقة تختار كلمات أغانيها بعناية فائقة وتكون الأغاني عادة من تأليف شعراء شباب لم يأخذوا حظهم من المعرفة الإعلامية مثل أحمد العايدي، ومايكل عادل، ومصطفى إبراهيم، ومحمد السيد، الذين يقول عنهم محسن "نحن عندما نقدم أغان لسيد درويش، والشيخ إمام والشيخ زكريا أحمد والشيخ سيد مكاوي، فنحن نقدم أغان ألفها شعراء مثل بديع خيري، وبيرم التونسي، وأحمد فؤاد نجم، ونجيب سرور، وبالتالي عندما نريد تقديم أغانينا الخاصة نريد فعل ذلك عن طريق شعراء شباب يُعتبرون إمتداداً لهذه المدارس العظيمة التي تحتاج قارئ جيد ومثقف."
يقدم محمد محسن وفرقته حفلاتهم في أماكن مختلفة بمنطقة القاهرة التاريخية مثل وكالة الغوري، وبيت السحيمي، وبيت الهرواي، وغيرها من الأماكن التابعة لصندوق التنمية الثقافية، التي تذكر أيضاً بالتراث كما يقول محسن وتضفي على الحفل جواً دافئاً وأثرياً، والفرقة على الرغم من هذا الطابع الخاص الذي تحمله إلا أنها تواكب العصر أيضاً حيث لها صفحتها الخاصة على موقع (فيس بوك) بعنوان Mohamed Mohsen وأخرى على موقع (يو تيوب). 

نشر بجريدة (المستقلة) 
الصادرة عن طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة 
العدد 18 - بتاريخ 23 مايو 2011



هناك تعليقان (2):

Ahmed Alzohairy يقول...

رائعة جدا يا ريم المقالة... أوافقه الرأي جدا، فالبرغم من سرعة وتيرة الحياة التي تجعل الأيقاع الموسيقي يجب أن يكون سريعا ولكن الالات المستخدمة أصواتها أقرب لمصر... وأجوائها...

غير معرف يقول...

فعلاَ يا أحمد، لما سمعته أول مرة حسيت إنه زي ما يكون هو ده اللي مستنيينه! أعماله جميلة جداً. شكراً لتعليقك :)