الخميس، 5 أغسطس 2010

حسام مصطفى إبراهيم: أكتب لأسترد حريتي





حسام مصطفى إبراهيم الكاتب الشاب صاحب "يوميات مدرس في الأرياف" التي نالت إقبال كبير من القراء في العام الأخير يطل علينا في هذا الحوار لنتعرف أكثر على حكاياته في الأرياف و كتاباته الأخرى التي تتنوع في مضمونها و أسلوبها من الساخر إلى النقدي.. إلى الإنساني..


* متى بدأت الكتابة؟

كنت أكتب منذ الابتدائية، وأول ما نُشر لي، قصة قصيرة بمجلة الهلال، وفي الجامعة، طبعتُ مع صديقين –على حسابنا- كتابًا قصصيًا اسمه "وريقات من دفاتر الحب والثلج"، واشتراه الأهل وذوو القلوب الرحيمة لتشجيعنا!


* تكتب كتباً ساخرة، كتب إنسانية إجتماعية، كتب نقدية\بحثية.. أين أنت منها جميعاً؟ و أيٌّ مِن كتاباتك يُمثّل حقيقتك؟

أنا مجموع كل ما أكتب، فكل نوع أمارسه يُشبع جزءًا مني، فالساخر يساعدني على إخراج الكبت الذي أشعر به تجاه المفاهيم المغلوطة والأحداث المستفزة، والاجتماعي يجعلني أكتشف نفسي وأُنقّح رؤيتي للحياة، والنقدي يمنحني الفرصة لعقد مقارنات بين أطياف مختلفة من الأفكار.

* ماذا تمثّل لك الكتابة؟

الكتابة مثلها مثل العرق والدموع، إفراز طبيعي، لا يملك الكاتب الوقوف أمامه، أو منعه، والأمر يشبه الكوب الذي امتلأ لآخره، ففاض الماء على جانبيه، فأنا أكتب لأسترد حريتي، ولأكتشف الجمال الكامن في كل ما حولي، ولأكون مع أو ضد، ولأستجيب لأمر الله سبحانه وتعالى بالاستخلاف في الأرض.

* إلى أي مدى يمكن للكاتب إدخال تجاربه الشخصية فيما يكتب؟

أي تجربة شخصية يرصدها الكاتب، هناك آخرون مروا بها، فالحدود بين ما هو شخصي وعام، واهية للغاية، كما أن الكاتب يكون أكثر صدقا عندما يتحدث عما عايشه، والأهم في الكتابة على الإطلاق..أن تكون معبّرة وكاشفة، بصرف النظر عن مصدرها، أو منبعها.

* حدثنا عن "يوميات مدرس في الأرياف"الأكثر انتشارا بين كتبك..

يوميات مدرس "ابني البكري"، وأول اكتمال لي بين دفتي كتاب، وتسجيل حيّ لفترة مهمة من حياتي، قرّبتني أكثر من واقع التعليم المصري، وهو ما حدا بأستاذي إبراهيم عبد المجيد –في أحد مقالاته- لنُصح وزير التربية والتعليم بتوفير زياراته للمدارس، وقراءة كتابي، للتعرف إلى حال التعليم.

* في "يوميات مدرس في الأرياف" يأخذ عليك البعض المبالغة في تصوير الأحداث بالكتاب مثل غباء الطلبة على سبيل المثال، فما تعقيبك على هذا؟

رسام الكاريكاتير عندما يرسم الأنف ضخمة، إنما يجسّم العيوب لحيلة فنية، وهي لفت الانتباه إليها، وهو نفس ما فعلته، فبالغت في بعض المناطق، لأبرزها، سعيًا وراء توريط القارئ في محاولة حلها، كما أن الكتاب ليس سجلا اجتماعيًا أو كتاب تاريخ، وإنما كتاب ساخر، يستند إلى "بعض" الوقائع الحقيقية، والكتابة الساخرة أساسها المبالغة، والتقاط العيوب والنواقص وعدم التستر عليها.

* هل هناك فيلم سينمائي يُعدّ عن اليوميات؟

بعد أن قرأ الأستاذ بلال فضل كتابي، أعجبه للغاية، وقرر تحويله لفيلم سينمائي، لكن انشغاله الشديد حال دون ذلك بالسرعة الكافية، حتى قدّم يوسف معاطي فيلمه "مبروك أبو العلمين" الذي رأى البعض أن بينه وبين كتابي تشابهًا واضحا، خاصة وقد ظهر للوجود بعد كتابي، وهو ما أجهض فكرة الفيلم للأسف!!!

* قدّم كتابٌ كبار كتبك، فإلى أي مدى من المهم وجود اسم كاتب كبير على أغلفة كتب الشباب؟

هذه ليست ظاهرة جديدة، وإنما سُنّة اتبعها كبار الكتاب، وهي لفتة تقدير من الكاتب الكبير للكاتب الشاب، ومحاولة للفت الانتباه له، لكن التقديم لن يُقدّم أو يُؤخّر إذا كان المحتوى دون المستوى، وهي مسئولية الكاتب الكبير الذي يجب ألا يضع اسمه إلا على كتاب يستحق.

* من تشكر بعد نجاحك اليوم في عالم الكتابة؟

بعد الله سبحانه وتعالى، هناك والدي رحمه الله سبحانه وتعالى، الذي أدين له بكل ما وصلت وسوف أصل إليه، لأنه احترم إنسانيتي صغيرًا، وصنع مني ما أنا عليه الآن، ووالدتي التي أتمّ الله نعمته عليّ بها، وزوجتي التي تحملتني كثيرا، ودعمتني في الأيام الصعبة، وصديقي محمد هشام عبيه جداري العازل ضد المشاكل والأزمات.


حوار: ريم جهاد - مجلة كلمتنا - يوليو 2010.







ليست هناك تعليقات: