الجمعة، 30 ديسمبر 2011

جرائد ما قبل الثورة

مكتبي الحبيب. مع الإعتذار لكل المصورين المحترفين.

ده مكتبي.. بعد عملية الإخلاء التي تمت بسلام مساء أمس.. كان هذا المكتب متفجر بالملفات والجرائد والمجلات والأوراق والدفاتر.. والقصاصات والصور وأشياء كثيرة أخرى.. وكانت أمي دائماً تلومني لأن المكتب لا يخضع لعملية التنظيف أبداً لأني كنت ببساطة أمنع أي شخص أن يمد يده على أي شيء، ورغم أن الجميع لم يكن يرى إلا الفوضى في هذا الركن البديع إلا أني كنت أعرف مكان كل شيء بالضبط، وكان في منتهى النظام بالنسبة لي.. الـــمــــهــــم، أفرغته أمس ونظمت الأشياء في عدد من الملفات الكبيرة التي أشتريتها، ونقلتها جميعاً لمكتبة البيت خارج غرفتي.. وعشت حياتي بقى وحطيت الراديو على جنب زي مانتو شايفين كده، والدرفة الازاز اللي فوق حطيت فيها كتب (كانت مليانة جرايد).. إلخ إلخ.

وبمناسبة الجرائد، وجدت أمس مجموعة من أعداد (المصري اليوم) جميعها من قبل الثورة، وتصفحتها فبدأت أتذكر عن ماذا كنا نتحدث، وما الذي كان يحدث وكيف كنا نقرأه، وماذا كان يقول المسئولون لنا، وكيف أني شخصياً لم أكن أعي الكثير، وكيف أن هناك الكثير الذي تغير، فأنا لست من أنصار شعار "مفيش حاجة اتغيرت"، يكفي الحلم، ويكفي الأمل، ويكفي الوعي، والعزيمة، والمستقبل الذي يتغير، كنا نردد هذه الكلمات لمجرد الترضية في السابق، ولكنها اليوم واقعاً نعيشه.

وعامةً.. دي بعض العناوين اللي لقيتها.. 
- اضغط على الصور لتكبيرها، والمقال بالكامل مرفق مع كل صورة. 

(ملحوظة: ليس الآتي أهم ما حدث في العام 2010، ولكنه فقط ما وجدته عندي) 

* * * * * * * * * * 

مباراة مصر والجزائر 14 نوفمبر - المصري اليوم - 15 نوفمبر 2009.. لقراءة الموضوع بالكامل اضغط هنا






المصري اليوم 11 يونيو 2010 - لقراءة الموضوع بالكامل اضغط هنا

المصري اليوم 15 أبريل 2010 - لقراءة الموضوع بالكامل اضغط هنا
المصري اليوم 31 أغسطس 2010 - معارك الزبالة تشتعل (من هنا)
خطة المواجهة... - المصري اليوم 31 أغسطس 2010 - لقراءة الموضوع بالكامل اضغط هنا
كلام فارغ.. - المصري اليوم 14 يوليو 2010 - لقراءة الموضوع بالكامل اضغط هنا

المصري اليوم 3 يناير 2010 .. اعتقال مجموعة جديدة من تنظيم السلفية الجهادية (من هنا) – مصر، إلى أين المصير 2010؟  – حملة البرادعي تلجأ إلى التفويضات الشعبية بعد حظر التوكيلات (من هنا) – عبد الهادي مصباح يجيب عن سؤال الساعة: هل يوافق أولياء الأمور على تطعيم أبنائهم ضد أنفلونزا الخنازير؟ (من هنا)
منصور حسن، رئيس المجلس الاستشاري الآن (وزير الإعلام والثقافة وشؤون الرئاسة الأسبق) في حوار مع المصري اليوم بتاريخ 18 مارس 2010 -  للقراءة بالكامل اضغط هنا
المصري اليوم 11 مارس 2010 -  41% من المتقاضين لا يثقون في أحكام القضاء (من هنا) - قيادات المعارضة: تصريحات شريف حول عدم تعديل الدستور بداية حرب  - الإمام الأكبر يرقد إلى جوار صحابة الرسول  - حزب التجمع يدعو البرادعي إلى جلسة تشاور لتشكيل الجبهة الوطنية
المصري اليوم - 25 مارس 2010 - البرادعي يواصل حواره الإنساني للمصري اليوم (من هنا) - الحكومة تستعد لمد حالة الطوارئ إلى العام 31 (من هنا)
المصري اليوم 17 مارس 2010 - مسئولة ملف مصر بالخارجية الأمريكية: لن ندعم البرادعي (من هنا) - موجة عنف جديدة بالمدارس (من هنا)
المصري اليوم 15 يونيو 2010 - نظيف يساند الجبلي ضد اتهامات النواب، والجبلي: لن نتستر على الفساد (من هنا)
المصري اليوم 16 يونيو 2010 - للقراءة بالكامل اضغط هنا



المصري اليوم 15 يوليو 2010 - "لماذا لن يثور المصريون؟ّ بقلم د. عمرو الشوبكي: عضو برلمان الثورة اليوم.. جزء من المقال: 
"ربما تكون مصر فى حاجة أكثر من أى وقت مضى إلى «لوبى للإصلاح» ينقذ البلاد من خطر تفكك الدولة وتحلل النظام وانهيار المؤسسات والمرافق العامة، لأن من الصعب أن تستمر البلاد ضحية جمود النظام وتكلسه وعدم كفاءته، ووهم الثورة الشعبية التى لم تعرفها مصر إلا فى مواجهة المحتل، ومعها معظم دول العالم."
للقراءة بالكامل اضغط هنا

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

فلسفة الـ ALT + F4


كنت بتفرج على الفيديو ده لأشرف حمدي.. وقررت إني أعمل ليستة مشابهة للفكرة.. 
 مجرد تدوينة خفيفة.. 

لو عندي (ألت + فـ 4) في حياتي:

- كنت هقفل ماسبيرو
- وبالمرة أقفل راديو مصر والفراعين والأهرام (والأخبار والجمهورية)
- وكنت هقفل كلام تيتا اللي بتقولي "يا محطمة القلوب"
- وكنت هقفل الدائري.. عشان طويل وبايخ
- وكنت هقفل تتنيحتي في أول أيام الاجازة (قمة أيام الفراغ)
- وكنت هقفل بقي.. عشان ماكولش شيكولاته وشيبسي كتير (.. من توابع قمة أيام الفراغ)
- وكنت هقفله شخصياً. الحقود.
- وكنت هقفل اللي يقولي "أنا ست وعارفة حركات الستات، البنت دي كانت نازلة قاصدة تتعرى، ايه اللي ملبسها أزرق؟"
- وكنت هقفل أكاونت وائل عباس على تويتر (أو على الأقل الشتائم اللي بيقولها)
- وكنت هقفل كلمات "لم ولن" اللي واجعين بها دماغنا، و"ممنهجة" و"الايقاع" و"حرق" و"خارجية"..
- وكنت هقفل التافهين اللي بيعاكسوا
- وكنت هقفل الوضع اللي بيخليني مش عارفة أخرج براحتي وأحضر كل اللي عايزاه في أي وقت
- وكنت هقفل الناس اللي بتتكلم أثناء العروض/الحفلات وتعلق من غير سبب
- وكنت هقفل البنات التافهة اللي بتتخانق بتفاهة زيها
- وكنت هقفل الجدال لأجل الجدال
- والجدال في أمور فرعية
- والجدال بدون ثقافة
- والتمسك بالرأي المتعنت
- وكنت هقفل الصوت العالي 
- وكنت هقفل الزبالة في الشارع
- وكنت هقفل الجهل
- والظلم
- وكنت هقفل سلك الدفاية اللي بيلمس
- وكنت هقفل الموتوسيكلات كلها

بس بجد.. 

كنت هقفل القلق والتردد وأبقى بنت شديدة كده. في كل حاجة. 

أبقى بت شديدة كده، أخوف الناس، يهابوني، يعملولي حساب، ماحدش يقدر يقول لي كلمة، العيال تسمع اسمي تترعش، الراجل يقعد في بيتهم من المغرب لما يعرف إني نازلة الشارع، الست ماتستجراش توريني وشها. أشكمهم كده، مايقدروش حتى يفكروا فيا وهما لوحدهم في البيت. أمال ايه. وأغير اسمي: أخليه عبد الجبار عباس الضبع الشهير بالسفاح.. أو نظيمة العشماوي الشهيرة بنجمة البقشيش.

الأحد، 25 ديسمبر 2011

إذا كان ذنبي أن حبك سيدي..

 من أجمل ما سمعت في حياتي..
(اضغط على أسماء الشعراء لتتعرف أكثر عليهم - لم أكن أعرف أن الأغنية مؤلفة من أجزاء من قصائد لعدة شعراء.. وياله من مزج بديع..)

إذا كان ذنبي أن حبّك سيّدي.. فكل ليالي العاشقين ذنوب
أتوب إلى ربي وإني لمرة يسامحني ربي.. إليكِ أتوب..
(تأليف منصور الرحباني)


بروحي تلك الأرض ما أطيب الربى.. وما أحسن المصطاف والمتربعا
وأذكر أيام الحمى ثم أنثني على كبدي من خشية أن تصدعا..
 وليست عشيات الحمى برواجع إليك ولكن خلي عينيك تدمعا
 كأنا خلقنا للنوى وكأنما حرام على الأيام أن نتجمعا..

غدا منادينا محكمأً فينا يقضي علينا الأسى لولا تاسينا
يا جيرة بانت عن مغرم صب لعهده خانت من غيرما ذنب
ما هكذا كانت عوائد الحب
لا تحسبوا البعد يغير العهد إذ طالما غير النأي المحبين
 (تأليف صدرالدين ابن الوكيل - من موشحاته)

ولا قرب نعم إن دنت لك نافع.. ولا نأيها يسلي ولا أنت تصبر
إذا جئت فامنح  طرف عينيك غيرنا.. لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر

يا شقيق الروح من جسدي أهوى بي منك أم ألم..
أيها الظبي الذي شرد تركتني مقلتاك سدى 
زعموا أني أراك غدا وأظن الموت دون غدي 
أين مني اليوم ما زعموا.. 
ادنُ شيئاً أيها القمر كاد يمحو نورك الخفر 
أدلال ذاك أم حذر يا نسيم الروح من بلدي 
خبر الأحباب كيف هم..

حامل الهوى تعب يستخفه الطرب
إن بكى يحق له، ليس ما به لعب..
كلما انقضى سبب منك عاد لي سبب
تعجبين من سقمي.. صحتي هي العجب..
تضحكين لاهية.. والمحب ينتحب..
(تأليف أبو نواس

يا غزالاً من كثيب أنت في حسن وطيب
يا قريب الدار ما وصلك مني بقريب..
يا حبيبي بأبي أنسيتني كل حبيب..
لشقائي صاغك الله حبيباً للقلوب..
يا حبيبي.. يا حبيبي..
(تأليف أبو نواس)

الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

فعجبت، كيف يموت من لا يعشق؟


قابلت احدى صديقاتي أمس فسألتني: ريم، ليه بطلتي تكتبي في المدونة بتاعتك؟ .. فأجبتها بأنه ليس عندي ما يقال، خاصة وسط الأحداث السياسية التي تندلع كل يوم والتي تشغل الناس في المقام الأول، وأنا لا أكتب في السياسة.
ردت علي: لكن دي كانت أكتر حاجة بتعجبني، كنتِ بتخرجيني من جو السياسة. ثم التفتت إلينا صديقة أخرى وقالت لي: أنا كنت بتابعك، صحيح، بطلتي ليه؟
واليوم سألني صديق أيضاً عن جديد كتاباتي..
والحق أني لم أنقطع، بل أظنني أدمنت الكتابة في الأسبوعين الأخيرين، أنكب يومياً على تدوين حياتي، وأفكاري، ومشاعري، كلها، في سلسلة رسائل الكترونية أرسلها إلى نفسي، أحياناً عدة مرات في اليوم.. وأصبحت هذه هي طريقتي الجديدة في كتابة مذكراتي، فبعدما كنت أكتب في الأجندة البيضاء ذات الدب القطبي على غلافها، ثم الأجندة السوداء – التي لم أكتب بها الكثير – ثم الدفتر البني الكبير الذي كنت أهدي فيه كل يومياتي إلى أستاذ العلوم الذي كنت مغرمة به إلى أبعد حد في الإعدادية في ايرلندا، وبعد كتابة مجموعة مذكرات أخرى اقترح بعض الناس نشرها في كتاب قرر مصمم غلافه أن يعطيه اللون الزهري – الذي لا يعجبني اليوم – أصبحت أتوه بين ملفات "الوورد" على جهازي، وأمضي وقتاً أبحث عن الأوراق المتناثرة على مكتبي.. فقررت أن أنتفع بالـ"جي ميل" وأخصص مجموعة رسائل أكتب فيها كل يوم.
أحياناً تكون رسالتي طويلة، وأشعر بنهم لسرد كل تفاصيل يومي وأحاديثي مع بعض الأشخاص، وأحياناً لا أكتب عن نفسي مطلقاً، بل أضع أغنية مثلاً (وهذا من فوائد كتابة المذكرات على طريقة الـ"مالتي ميديا")، وأكتب بعض كلماتها، أو كل كلماتها وأظلل ما يعجبني منها، أحياناً أكتب أبيات من قصيدة.. وأحياناً أشتم، وأشكو، وأغضب، وأبكي..
والجميل في الأمر هو أني أكتب عن نفسي وحياتي بتفصيل، وهو أمر يتعذر فعله على المدونة، ولكني لم أكن أعرف أنه أمر هام لهذه الدرجة.. أو كنت أعرف، لكني لم أعطه حقه أبداً.. فمقدار الراحة التي أشعر بها رائع.. هدوء يطوف غير قلق في الذهن، وسكون يغمر القلب..
ومنذ بضعة أيام، ربما أمس، كتبت في رسالة منفردة بيت أبي الطيب المتنبي:
وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ . . . . . . . .  فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
عندما قرأت هذا البيت أول مرة.. أو بالأحرى عندما سمعته، كنت أجلس في الطابق الأسفل في مكتبة الجامعة، أضع السماعات في أذني بعدما قررت بدون داع أن أكتب أسماء الشعراء الذين ذكرهم الأستاذ في محاضرة الأدب العربي ذلك اليوم، في محرك "اليوتيوب" وكأني سأجدهم يطلون عليّ بشحمهم ولحمهم، بصوتهم العميق، وعيونهم المسافرة في الصحراء..
 لم أجدهم، لكني – وربما لدهشتي – وجدت الكثير من المقاطع المسجلة بأداء غاية في الجمال للمعلقات ولمختلف القصائد العربية الشهيرة.. ووجدت مقطع اسمه "أرق على أرق" للمتنبي، جذبني العنوان وأخذت أسمع القصيدة، ولم ألبث كثيراً حتى رسا عندي هذا البيت.. فأعدت سماعه.. مرة.. ومرات.. حتى وقعت في غرامه.
ربما أنا مجنونة، ربما أنا إنسانة "مبالغ فيها" (وطبقاً لبعض العارفين باللغة فـ"إنسانة" كلمة لا وجود لها، لكني أحب الاحتفاظ بالتاء المربوطة.. وياليتهم لم يسموها "المربوطة".. لكن حتى شكلها للعين يبدو مربوطاً..) على أية حال، يمكن أنا بني آدمة مبالغ فيها، لكني حقاً وقعت في غرام هذا البيت: فعجبت، كيف يموت من لا يعشق؟ وكأن الموت، الموت الحقيقي، الذي لا يتحقق إلا بحياة حقيقية، لا يقتنص إلا أرواح العشاق، العشاق الذين يهز شغفهم كيان الكون.. الذين تتقد قلوبهم بمن يحبون، بما يحبون.. الذين يتنفسون حبهم، الذين يشطر حبهم روحهم نصفين، الذين يسكرهم حبهم، ويكسرهم، ويقتلهم ويحييهم.. الذين يعيشون على رمق هذا الحب إلى الأبد..
أنا لم أقع في غرام الرجل الذي سأشاركه عمري بعد.. ربما أقابله بعد ثلاثين عام.. أو عشرة.. أو ربما أنه هنا، وأنا لا أراه.. لا يهم..
وربما أن المتنبي كتب هذه الأبيات في حالة وجد أصابته بها امرأة ما وقع في شباك عينيها، لكنه بالتأكيد لم يكتب ذلك الشطر الثاني "وعجبت، كيف يموت من لا يعشق؟" فقط تعبيراً عن ولعه بتلك الحبيبة.. ففي هذه الكلمات القليلة ربما لخص هذا العبقري الوجود كله ..
الموت الحقيقي لا يقتنص إلا أرواح العشاق الحقيقيين.. والعشاق الحقيقيون ثائرون، حالمون، مثابرون.. ثائرون في الحلم، وفي المعنى، وفي المبدأ.. وفي العمل.. وفي العشق عندما يحين.. يعيشون الحياة، أو يعيشون ما يؤمنون به بكل جوراحهم.
وبينما تغني أم كلثوم في أذني الآن "خبيني من الزمان.. خبيني.. وبعيد عن عيونه داريني.." أشعر أنه ربما بجدر بها ألا تطلب من حبيبها أن يخبئها من الزمان، بل عليها أن تدرك العشق الذي سيغير الزمان كله..
عيشي بشغف.. فعجباً لكِ تخشين موتاً.. وهو نصف موت.. لأنك لا تعيشين الحياة التي خلق الله الروح لها..

-- وربما أن المتنبي لم يكن يعني إلا أن العشق وحده هو الذي يصيب الناس بالموت لما يصيب المغرمين من وجد.. لكن لم يكن لشعره أن يعيش كل هذه السنين لو كان يعني ذلك فقط! ولو حتى دون إدراك مباشر منه..

(لقراءة شرح قصيدة المتنبي اضغط هنا)