الخميس، 18 مارس 2010

مرشحة الرئاسة سلمى الدالي : رمز البطة !



"وزارة الخارجية هيمسكها أبو تريكة، أيووون، أبو تريكة!" و هيبقى عندنا حمام في كل مترو، واحد حريمي و واحد رجالي و رغيف العيش ببلاش لمحدودي الدخل، و ممنوع ندوس على زرار الأسانسير أكتر من مرتين، هنقدر ناخد عبارة من أي حتة في العالم لأي حتة في العالم، أحمد عز هيبطل التمثيل، و عمرو خالد هيكون وزير المالية أما وزارة الإعلام فهتمسكها سلمى الدالي بنفسها، صاحبة كل الأفكار السابقة !
انتشر في الفترة الأخيرة على الانترنت فيديو ساخر لسلمى الدالي تعبر فيه عن تخيلها للترشح لرئاسة الجمهورية و عن التعديلات التي ستقوم بها لو نالت شرف المنصب. سلمى فتاة مصرية اسكندرانية، أنشأت قناة بإسمها على موقع اليوتيوب، اشترك فيها نحو 1000 مشاهد، تعبر من خلالها عن رؤيتها لبعض المشاكل الخاصة بالمجتمع المصري بشكل بسيط و ذكي
. تخرجت سلمى في كلية الإعلام و تقوم حالياً بتحضير ماجيستير في صناعة السينما و التلفزيون بإحدى جامعات نيويورك في أمريكا، و عبر الانترنت أجرينا معها هذا الحوار..

- ما السبب وراء فكرة إنشاء قناة على اليو تيوب ؟

أدرس مادة "التلفزيون في عصر الانترنت" مع أحد علماء الإعلام المشهورين في أمريكا و كان يعرض علينا كيف بإمكان الناس استخدام التدوين المرئي للتعبير عن كل شيء، و كانت هذه بداية الفكرة خصوصا أني عملت كمذيعة سابقاً في مصر و أهوى التدوين كنوع من التواصل مع أصدقائي و التعبير عن رأيي.

- و ايه حكاية ترشحك للرئاسة ؟

الفكرة هزلية بالتأكيد، أردت أن أرسل رسالة لكل واحد من الناس – ليس من حقك فقط اختيار رئيساً لبلدك و لكن من حقك أيضاً أن ترشح نفسك و تعبر عن رؤيتك و تدلي بصوتك. و نحن شعب يحب الفكاهة لهذا عرضت الفكرة بهذا الأسلوب الساخر.

- و لماذا رمز البطة ؟

عشان العوامة ! نحن نعيش في دوامة هذه الأيام و نحتاج لعوامة بشدة حتى نصل إلى بر الأمان.. و يقول المثل أن الغريق يتعلق بقشاية.. نحن نغرق من زمن بعيد !

- في رأيك إلى ماذا يؤدي عدم توفير الفرص للشباب و عدم تفاعلهم بطريقة حيوية مع قضايا مجتمعهم ؟

أسوء و أخطر إحساس في الدنيا هو اليأس و الخوف و العجز. الشباب يقف كل يوم أما الثلاثة و دائماً يظل العجز موجوداً دون منازع و هو وحده كفيل للإصابة بكل الافكار السلبية. لما كنت مذيعة في التلفزيون قبل سفري، جائتني مشكلة من إحدى مراكز الشباب في الأقاليم إن مفيش سور حول المركز و بالتالي كانت تدخل المواشي ترعى في الملعب و ذلك يمنعهم من ممارسة أي نشاط.. كان كل طلبهم سور ! يمكن لو كنا إديناهم سور كانوا اشتركوا في مشاكل المجتمع..

- بعيداً عن فكرة الترشح للرئاسة ما هي طموحاتك؟ ما الذي تودين حقاً تقديمه لمصر؟

أريد وضع نظام تعليمي يشجع الطالب على التعلم، ينمي له ذكائه، يجعله يدرس ما يتمنى.. ليكون من يحلم. أريد وضع مناهج تثقف فعلاً، تنير العقول و تصنع المبدعين.

ريم جهاد
نُشر بجريدة عين عدد الخميس 18 مارس 2010

السبت، 13 مارس 2010

فجر ..


 
كنت في السرير بين ظلام الليل الذي يهيمن على الدنيا بقسوة قبل الفجر.. و كأن الكون دوماً ما يذكرنا أنها "ما ضاقت إلا فرجت" .. كما قال لي أبي دوماً العام الماضي.. مهما طال الليل يا ريم، الشمس دايماً بتطلع.. كانت غرفتي هالة من الظلام اللانهائي إلا من نور طفيف يستوطن أعلى سطح (الكومودينو) بجانبي في دائرة هشة صغيرة تفرشها (الأباجورة) في نعومة.. خفضت النور قبل أن أنام، جعلته خافتاً حتى استطيع الرؤية قليلاً ولا ارتطم بالمكتب أو أقع على الأرض حين أقوم في الليل، فنظري ضعيف جداً.. و في الظلام أنا و المكفوفين سواء.. سمعت أمي تشعل النور في غرفتها و سمعت خطواتها إلى الحمام و خرير الماء.. أنصت إليها تعود و تفتح الخزانة تضع ملابسها على السرير، بينما أنا ما أزال في حضرة النوم، يسمح لي بلحظة يقظة و يغرقني معه في دوامة من الهذيان و الظلام للحظة آخرى..
سمعت القاهرة تفيق من سباتها العميق، تتنفس، يعلو صوت المؤذنين ينبثق من ساعات الصمت الطويلة،  كلهم في آن واحد، بكل تناغم و عذوبة، ايذاناً بفجر جديد.. ابتسمت من بين الظلام و اطمأن قلبي.. فلا يمكن بوجود كل هذا الجمال أن تقسو علينا الحياة أكثر.. و ماضاقت إلا فرجت.. و اطمأن قلبي كثيراً على أمي.. و لم أبكِ.. و من بين أصوات المؤذنين سمعت اصبع المؤذن يدق على (ميكروفون) المسجد بالعمارة التي تقابلنا، يتأكد من صحة الميكروفون كعادته و بدأ يؤذن.. لم أتذمر منه كالعادة بل زادت إبتسامتي.. صوت هذا المؤذن غير طيب بالمرة و في طفولتي كنت أفزع منه و أحياناً ترتعش يداي و اخفي وجهي في غطاء السرير حتى ينتهي من عمله، كنت أمقت اللحظات التي يؤذن فيها بشدة .. فأكره صلاة الفجر و أكره أنهم يوقظونا لنصليها حاضر و أشعر أني سأدخل النار لا محالة و احترق في لهيبها أذوب و أصرخ و الله لا يغفر لي ذنبي فيزيد هذا من هلعي و رعبي .. و في الصباح أشكو المؤذن لكل من بالبيت.. أما هذه المرة فإبتسمت لدرجة الضحك.. و دعوت لأمي و أبي و أختي و لنا جميعاً.. قمت من السرير فوجدت أمي ترتدي ملابسها.. هتوصلي باريس الساعة كام؟ .. لما توصلي رنيلي .. ولما توصلي دبلن كلمينا انتي وبابا .. اخدتي التذكرة؟ .. معاكي الباسبور؟ .. مش عايزة المشط؟ .. هتلبسي ايه؟ .. اعملي ساندوتشات كمان .. اما توصلي باريس رنيلي، اوعي تنسي .. رنيتي لخالو؟ هو صحي؟ .. كان خالي مايزال نائماً فقالت لي أمي خشي وأنا اما اجي نازلة هصحيكي.. وجدتها تمسك بالمصحف فتركتها كما أرادت.. دخلت إلى الغرفة ووضعت الطرحة على رأسي، أمسكت بالمصحف أنا الآخرى وفتحت سورة مريم.. ثم وجدت نفسي أميل على ظهر السرير و أغفو..

بعد لحظات سمعت جرس الباب فقمت مسرعة تقع الطرحة من على رأسي وتنسدل على أكتافي.. وخرجت أختي من غرفتها تغطي شعرها هي الآخرى، تنظر لكل شيء بدهشة و يوجع عينيها النور بالصالة.. أمسكت أمي حقيبة يدها و اقتربت مني تقبلني، أشم رائحتها وأستشعر نعومة وجهها فتتزاحم الدموع في عيني.. وأتخيل أني أرى بعض الدموع العابرة بنظراتها.. تُقبّل أختي و تودعنا.. يلا مع السلامة، خليكوا كويسين مع بعض.. و يأخذ خالي الحقيبة.. ينزلون و ينغلق الباب.. ترحل أمي.. تعود أختي لسريرها، تحتفظ بكل ما بداخلها إلى نفسها و وسادتها.. مثل عادة أمي تماماً.. أما أنا، شريكهم المخالف الذي يخرج كل شيء بداخله، فأدخل إلى البلكونة.. أراها في الأسفل مع خالي فأتمتم آية الكرسي العديد من المرات و أدعو الله أن يحفظها و يسهل لها طريقها و يرحمها و يرضى عنا.. كأنها ابنتي.. التي تذهب لأول مرة إلى المدرسة.. أو التي يأخذها زوجها بعيداً عني بعد كل هذا العمر.. و أجدني أذرف بعض الدمع.. و أدعو.. و يهب النسيم البارد يملأ الأجواء فأبكي.. أبكي و لكن ثمة شيء في الأعماق يطمئنني.. فأبكي و أنا فرحة.. و في لحظات قصيرة أصبحت أمي في السيارة و غابت عن الشارع.. دخلت و صليت الفجر حاضر.. لأول مرة منذ زمن طويل.. و نمت..

ريم
13 مارس 2010


الثلاثاء، 2 مارس 2010

بعض من السعادة :)

مساء الخير

http://www.youtube.com/watch?v=5PzL8aL6jtI&feature=related

هذا (لينك) لأغنية من الفيلم الأمريكي
Annie
الذي قام فؤاد المهندس بتمصيره في مسرحية جميلة جداً اسمها هالة حبيبتي..


المهم،

في ايرلندا، حين كنت في الصف الثالث الإعدادي (من زمان جداً) كنت أسمع بنات الصفوف الثانوية يتدربون على مسرحية المدرسة المقتبسة من هذا الفيلم.. و كانت هذه الأغنية هي إحدى الأغاني الرئيسية في العرض، فكنا نسمعها منهم ليل نهار بين جدران المدرسة العتيقة التي كانت سراي لأحد ملاك الأراضي في السابق ثم أصبحت مدرسة تابعة للدير المجاور.. كان لمدرستي هذا الطابع القديم و الدافئ.. كان يتردد عليها الرهبان و الراهبات، أكثر فئات المدرسة طيبة و رقة، كانت تزخر بآلات البيانو و صور السيدة العذراء، و المدرسات اللاتي كن طالبات بها منذ زمن بعيد، و كنا نقف جميعاً نصلي قبل بدء أي حصة، المسيحيات يصلين صلاتهن، و المسلمة تمتم بعض الأدعية.. و كانت المدرسة أيضاً مليئة بأساطير عن أشباح المالك المتوفي التي تظهر ليلاً و جريمة القتل التي ماتت فيها زوجته و كنا نحب الغرف التي كانت ماتزال تحتفظ ببعض من الأثاث القديم مثل المدفأة و اللوحات الباهتة و أرفف المكتبات الضخمة.. المهم، كنت أحب جداً هذه الأغنية حين أسمعها آتية مدوية من غرفة الموسيقى و كانت تبعث فيّ السعادة و أقوم بدندنتها طيلة النهار.. في الشتاء، قبل احتفالات عيد الميلاد الرائعة، بين أنوار الشجر المضيئة و زينة البيوت الحمراء، الهدايا الملفوفة، الأغاني التي ترن كالأجراس، الهرولة تحت المطر في أزقة هذه القرية الايرلندية الصغيرة، و البرد القارس الذي تركنا ملتفين في كل قطعة ملبس صوفية نتحصل عليها.. و لذا فلها ذكرى جميلة جداً عندي، و حين سمعتها اليوم فرحت كثيراً و وددت أن أنثر بعضاً من هذا الفرح و أشارككم اياها.. خصوصاً أن الأغنية نفسها تدعو إلى الأمل و التفاؤل ..

هذه هي ترجمتي المتواضعة للأغنية لمن يحب أن يلقي نظرة عليها

سوف تشرق الشمس غداً
أراهنك، فسيسطع النور
تفكيري في الغد يمحو كل الكآبة و الأسى
حتى يختفون تماماً
حين أكون متعثرة في يوم باهت و وحيد
أرفع رأسي و أبتسم و أغني
ستشرق الشمس غداً
عليك الإنتظار حتى غدٍ
أحبك.. أحبك أيها اليوم الآت
فالمسافة بيني و بينك دوماً
يوم واحد فقط


( عذراً، فلم أقم بترجمة شيء مشابه قبل ذلك ! )

أنار الله أيامكم بكل الفرح.. و الحب.. و التفاؤل..

تحياتي

ريم